كشجرة الرمان هذه بدت لي نفسي
اراها يوما في سعادة و يوما في مآسي
مرة تفرح و كرة تشقى
لم أشأ فهمها حقا
تذبل اليوم و تزهر في الغد
اخضرت اوراقها على مضض
مرة في صراع و احيانا في انين
تتشابك اغصانها في كل حين
تحيك ترنيمة عصفور حزين
هاجر مسقطه فوجد نفسه بين غصنين
لطالما كانا متشابكين
متناقضين و غير متشابهين
غصن يرمز لمسقطه و اخر لمسكنه
ماض مشين و حاضر مهين
لاحظ العصفور انه لا مفر من الاثنين فعاش في حضن كلا الغصنين
ابتهجت شجرة الرمان في حضرتي
و تمايلت مع الرياح في تحية
تحرك جدعها في شيء اشبه برقصة
نسيت في رفقتها كل اشجاني و غمرت النشوة جناني
اسكرني هدوءها الى اخمص الأقدام
تغريد العصفور تشدو به الاذان
عجز اللسان عن الكلام و أسِرَت مسمعي عذوبة تلك الالحان
يداعب النسيم اوراق الشجرة كما تداعب الذكريات حواسي
اتخذ العصفور اغصانها مأوى كما عشش الحنين في اركاني
كل غصن فيها يصرخ صبرا
يروي حكاية امتدت دهرا
عن شباب سيفنى ام عن طفولة ولت؟
عن يأس متربص ام عن شيخوخة حلت؟
اثمرت الشجرة في ربيع احد الايام
و تساقطت حبات الرمان غامرة المكان
فمتى سيثمر شبابي؟ و متى سيحل ربيعي؟
أ سيزهر شبابي يوما ام سأشيخ في اكاذيب الاحلام؟
هل سيغرد الحاضر لي ام سيأسرني في الاوهام؟