وحلمت اليوم يا أم
الرياح تعصف بالمراعي
تمنع خيولي
تطرد جمالي
تجلدني في العلن بثعبان
يربطني خلف معسكر قبيلتي
وعندما يعطش يخدمني
أمي بالدم لقد امتد في طغيانه
***
وبالأمس رأيت يا أمي خيولًا برؤوس
مقطوعة تغزو قبيلتي
ورأيت امرأة فوق راية مرفوعة
تهتف باسمي
عارية ملطخة بالدماء
رأيت غيومًا بلون الياقوت تتسابق فوق
معسكرنا
تمطر رجال قبيلتنا بماء النار
وروح السم.
ورأيتك يا أمي في عذاب
تنشر الرمال بين الموتى
تجمع بقايا اللحم
ورأيت غرابًا عظيمًا كالليل
يصيح حولي
يدور حول الخيمة متجاهلًا
وجودي
يسرق طفلي
ويطير بعيدًا
تاركًا إياي أتخبط في الرمال السوداء
فقدت عقلي
رأيت أسودًا تزأر همسات
رأيت كلابًا تنبح على الشمس
رأيت ذئابًا شرهة
رأيت حشودًا من النمل الأسود على الزهور
رأيت ماعزًا ثملة
***
وحلمت اليوم يا أمي
بأغصان الطرفاء الطويلة
تبرز من جثث الخيول
تتحول إلى براعم صفراء
تفوح منها رائحة حجرية
متشابكة مثل قرون الغزلان تتكاثر مثل
قلق مميت
تمضغه أسنان الليل
تتقيأه على وجه الغسق المزهر
في وجه الأوقات البغيضة
تبصق على وجه جيل
ورأيت المدن الكبيرة تركض عبر
سراب الصحراء
مطاردًا بإحساس مرهق بالخوف
يطارده مرض مرعب
شيطان الغربة والشر
يكسرها حجرًا حجرًا.
ورأيت صقورًا وطائرًا أسود الأذن وطيور
البطريق تحوم فوق المدن ورأيت
دماء أقاربها
تتساقط من مخالب النسر
ورأيت نسرًا يخطف قصرًا
ورأيت ثعابين في الأفق
ترسم أقواس قزح
ورأيت وجوهًا على المدرجات.
أرتدي أقنعةً شبحيةً،
رأيتُ عقولًا في الشوارع
تشربُ نخبًا مملحًا
***
يا أمي، هل هذا كابوسٌ أم وهم؟
أم أنه شيءٌ يقترب، أم...
هل هذا القلقُ المنعزلُ حلم؟
لكن منذُ استيقاظي، شعرتُ عندما أضعُ
الرأس
على حبل الخيمة
أشعر بالعشب
كالمسامير يلسعني
الحبل يقطع الرقبة
وينتقل من واسط (العمود الأوسط)
نحو العقدة (العقدة على
الوتد)
***
وقد حلمت يا أمي أنني كنت
معصوب العينين
وأن معسكر قبيلتي قد سُلب
ورؤوس رجالي مُلصقة على
الحائط ورأيتك يا أمي لا تبكي
لأن الدموع مصلوبة
ولأن العقدة الآن مربوطة
بالوسي